الجمعة، 5 أكتوبر 2012

عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه:
 
 

عمر بن عبد العزيز الأموي القرشي (61 هـ / 681م - 99 هـ / 720م) يكنى بأبي حفص. ثامن الخلفاء الأمويين، خامس الخلفاء الراشدين من حيث المنظور السني، ويرجع نسبه من أمه إلى عمر بن الخطاب حيث كانت أمه هي أم عاصم ليلى بنت عاصم بن عمر بن الخطاب وبذلك يصبح الخليفة عمر بن الخطاب جد الخليفة عمر بن عبد العزيز. اختلف المؤرخون في سنة مولده والراجح أنه ولد عام 61هـ بالمدينة وهو قول أكثر المؤرخين. وقد تلقى علومه وأصول الدين على يد صالح بن كيسان في المدينة المنورة واستفاد كثيراً من علماءها ثم استدعاه عمه الخليفة عبد الملك بن مروان إلى دمشق عاصمة الدولة الأموية وزوجه ابنته فاطمة بنت عبد الملك بن مروان (بنت عمه) وعينه أميراً على إمارة صغيرة بالقرب من حلب تسمى دير سمعان وظل والياً عليها حتى سنة 86 هـ.؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

 

 

اسمه ونسبه

 

هو عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بنالنضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.[1]

أمه هي أم عاصم ليلى بنت عاصم بن عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بنالنضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.

[عدل]صفته             

 

ذكر سعيد بن عفير أنه كان أسمر رقيق الوجه حسنه نحيف الجسم حسن اللحية غائر العينين بجبهته أثر نفحة دابة قد وخطه الشيب وقال إسماعيل الخطبي أنه رأى نحو ذلك في بعض الكتب وقال أبيض جميل بجبهته أثر حافر دابة فلذلك سمي أشج بني أمية.[2]

[عدل]مكانته العلمية وولايته للمدينة

 

لقب بخامس الخلفاء الراشدين لسيره في خلافته سيرة الخلفاء الراشدين. تولى الخلافة بعد سليمان بن عبد الملك في دمشق سنة 99 هـ وقد سمي الخليفة العادل لمكانته وعدله في الحكم. في ربيع الأول من عام 87 هـ ولاّه الخليفة الوليد بن عبد الملك إمارة المدينة المنورة، ثم ضم إليه ولاية الطائف سنة 91 هـ. وبذلك صار واليآ على الحجاز كلها واشترط عمر لتوليه الإمارة شروطا ثلاثة:

الشرط الأول: أن يعمل في الناس بالحق والعدل ولا يظلم أحداً ولا يجور على أحد في أخذ ما على الناس من حقوق لبيت المال، ويترتب على ذلك أن يقل ما يرفع للخليفة من الأموال من المدينة المنورة.

الشرط الثاني: أن يسمح له بالحج في أول سنة لأن عمر كان في ذلك الوقت لم يحج.

الشرط الثالث: أن يسمح له بإلغاء أن يخرجه للناس في المدينة

فوافق الوليد بن عبد الملك على هذه الشروط، وباشر عمر بن عبد العزيز عمله بالمدينة وفرح الناس به فرحآ شديدآ. من أبرز الأعمال التي قام بها في المدينة وهو عمل مجلس الشورى يتكون من عشر من فقهاء المدينة. ثم عينه الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك وزيراً في عهده.



قال عنه سفيان الثوري كخامس الخلفاء الراشدين: (الخلفاء خمسة: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وعمر بن عبد العزيز).

عن شدة اتباعه للسنة قال حزم بن حزم:قال عمر: لو كان كل بدعة يميتها الله على يدي وكل سنة ينعشها الله على يدي ببضعة من لحمي، حتى يأتي آخر ذلك من نفسي، كان في الله يسيراً. اتفقت كلمة المترجمين على أنه من أئمة زمانه، فقد أطلق عليه كل من الإمامين: مالك وسفيان بن عيينه وصف إمام، وقال مجاهد: أتيناه نعلمه فما برحنا حتى تعلمنا منه، وقال ميمون بن مهران: كان عمر بن عبد العزيز معلم العلماء، قال فيه الذهبي: كان إماما فقيها مجتهدا، عارفا بالسنن، كبير الشأن حافظا قانتا لله أواها منيبا يعد في حسن السيرة والقيام بالقسط مع جده لأمة عمر، وفي الزهد مع الحسن البصري وفي العلم مع الزهري. عندما كان يكتب للشعب كان يضيء شمعة من بيت المسلمين وعندما كان يكتب أمورا خاصة به كان يضيء شمعة من ماله.

[عدل]في عهد الوليد بن عبد الملك

 

لما ولي الوليد بن عبد الملك الخلافة أمر عمر بن عبد العزيز على المدينة فظل واليا عليها من سنة 86 هـ حتى 93 هـ.

[عدل]ولايته على المدينة المنورة وأعماله فيها

لما قدم على المدينة والياً صلى الظهر ودعا بعشرة: عروة بن الزبير وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وسليمان بن يسار والقاسم بن محمد بن أبي بكر وسالماً وخارجة بن زيد بن ثابت وأبا بكر بن عبد الرحمن وأبا بكر بن سليمان وعبد الله بن عامر، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: "إني دعوتكم لأمر تؤجرون فيه، ونكون فيه أعواناً على الحق، ما أريد أن أقطع أمراً إلا برأيكم، أو برأي من حضر منكم، فإن رأيتم أحداً يتعدى، أو بلغكم عن عامل ظلامة فأحرج بالله على من بلغه ذلك إلا أبلغني". فجزوه خيراً وافترقوا.

بنى في مدة ولايته هذه المسجد النبوي ووسعه عن أمر الوليد بن عبد الملك له بذلك. اتسعت ولايته فصار والياً على الحجاز كلها، وراح ينشر بين الناس العدل والأمن، وراح يذيقهم حلاوة الرحمة، وسكينة النفس، نائياً بنفسه عن مظالم العهد وآثامه، متحدياً جباريه وطغاته، وعلى رأسهم الحجاج بن يوسف الثقفي، وكان عمر يمقته أشد المقت بسبب طغيانه وعَسْفه، وكان نائباً على الحج في إحدى السنين فأرسل عمر إلى الوليد يسأله أن يأمر الحجاج ألا يذهب إلى المدينة ولا يمر بها، رغم أنه يعرف ما للحجاج من مكانة في نفوس الخلفاء الأمويين وأجاب الخليفة طلب عمر وكتب إلى الحجاج يقول: "إن عمر بن عبد العزيز كتب إليَّ يستعفيني من ممرك عليه بالمدينة، فلا عليك ألا تمر بمن يكرهك، فنح نفسك عن المدينة". وشى به الحجاج وشاية إلى الوليد كانت سبباً في عزله، ولما عُزِل منها وخرج منها التفت إليها وبكى وقال لمولاه: "يا مزاحم نخشى أن نكون ممن نفت المدينة". يعني أن المدينة تنفي خبثها كما ينفي الكير خبث الحديد وينصع طيبها، ونزل بمكان قريب منها يُقال له السويداء حيناً، ثم قدم دمشق على بني عمه.

[عدل]رفضه خلع سليمان من ولاية العهد

عزم الوليد بن عبد الملك على أن يخلع أخاه سليمان من ولاية العهد، وأن يعهد إلى ولده، فأطاعه كثير من الأشراف طوعاً وكرهاً، فامتنع عمر بن عبد العزيز وقال: "لسليمان في أعناقنا بيعة". وصمم، فعرفها له سليمان.

[عدل]في عهد سليمان بن عبد الملك

 

قال سليمان بن عبد الملك لعمر بعد أن ولي: "يا أبا حفص ! إنا ولينا ما قد ترى، ولم يكن لنا بتدبيره علم، فما رأيت من مصلحة العامة فمر به". فأقيمت الصلوات في أوقاتها بعد ما كانت تصلى في آخر الوقت، مع أمور جليلة كان يسمع من عمر فيها.

قيل إن سليمان بن عبد الملك حج فرأى الخلائق بالموقف فقال لعمر: أما ترى هذا الخلق لا يحصي عددهم إلا الله ؟ قال: هؤلاء اليوم رعيتك، وهم غداً خصماؤك. فبكى بكاءً شديداً. اصطحبه الخليفة سليمان بن عبد الملك يوماً لزيارة بعض معسكرات الجيش وأمام معسكر يعج بالعتاد والرجال، سأله سليمان في زهوه: "ما تقول في هذا الذي ترى يا عمر؟" فقال: "أرى دنيا، يأكل بعضها بعضاً وأنت المسؤول عنها والمأخوذ بها" فقال له بعد أن بُهت: "ما أعجبك!!" فقال عمر: "بل ما أعجب من عرف الله فعصاه، وعرف الشيطان فاتبعه، وعرف الدنيا فركن إليها".

[عدل]اختياره للخلافة

 

بويع بالخلافة بعد وفاة سليمان بن عبد الملك وهو لها كاره فأمر فنودي في الناس بالصلاة، فاجتمع الناس إلى المسجد، فلما اكتملت جموعهم، قام فيهم خطيبًا، فحمد الله ثم أثنى عليه وصلى على نبيه ثم قال: أيها الناس إني قد ابتليت بهذا الأمر على غير رأي مني فيه ولا طلب له... ولا مشورة من المسلمين، وإني خلعت ما في أعناقكم من بيعتي، فاختاروا لأنفسكم خليفة ترضونه. فصاح الناس صيحة واحدة: قد اخترناك يا أمير المؤمنين ورضينا بك، فَوَّلِ أمرنا باليمن والبركة. فأخذ يحض الناس على التقوى ويزهدهم في الدنيا ويرغبهم في الآخرة، ثم قال لهم: " أيها الناس من أطاع الله وجبت طاعته، ومن عصى الله فلا طاعة له على أحد، أيها الناس أطيعوني ما أطعت الله فيكم، فإن عصيت الله فلا طاعة لي عليكم" ثم نزل عن المنبر.

يقول التابعي العالم رجاء بن حيوة: "لما تولى عمر بن عبد العزيز الخلافة وقف بنا خطيبا فحمد الله ثم أثنى عليه، وقال في جملة ما قال: يا رب إني كنت أميرا فطمعت بالخلافة فنلتها، يا رب إني أطمع بالجنة اللهم بلغني الجنة. قال رجاء: فرتج المسجد بالبكاء فنظرت إلى جدران المسجد هل تبكي معنا"

ما دار بينه وبين ابنه بعد توليه الخلافة:

اتجه عمر إلى بيته وآوى إلى فراشه، فما كاد يسلم جنبه إلى مضجعه حتى أقبل عليه ابنه عبد الملك وكان عمره آنذاك سبعة عشر عامًا، وقال: ماذا تريد أن تصنع يا أمير المؤمنين؟ فرد عمر: أي بني أريد أن أغفو قليلا، فلم تبق في جسدي طاقة. قال عبد الملك: أتغفو قبل أن ترد المظالم إلى أهلها يا أمير المؤمنين؟ فقال عمر: أي بني إني قد سهرت البارحة في عمك سليمان، وإني إذا حان الظهر صليت في الناس ورددت المظالم إلى أهلها إن شاء الله. فقال عبد الملك: ومن لك يا أمير المؤمنين بأن تعيش إلى الظهر؟! فقام عمر وقبَّل ابنه وضمه إليه، ثم قال: الحمد لله الذي أخرج من صلبي من يعينني على ديني.

[عدل]مبايعته بالخلافة

 

بويع بالخلافة بعد وفاة سليمان بن عبد الملك وهو لها كاره فأمر فنودي في الناس بالصلاة، فاجتمع الناس بالمسجد الأموي بدمشق، فلما اكتملت جموعهم، قام فيهم خطيبًا، فحمد الله ثم أثنى عليه وصلى على نبيه ثم قال: "أيها الناس إني قد ابتليت بهذا الأمر على غير رأي مني فيه ولا طلب له... ولا مشورة من المسلمين، وإني خلعت ما في أعناقكم من بيعتي، فاختاروا لأنفسكم خليفة ترضونه". فصاح الناس صيحة واحدة: قد اخترناك يا أمير المؤمنين ورضينا بك، فَوَّلِ أمرنا باليمن والبركة. فأخذ يحض الناس على التقوى ويزهدهم في الدنيا ويرغبهم في الآخرة، ثم قال لهم: "أيها الناس من أطاع الله وجبت طاعته، ومن عصى الله فلا طاعة له على أحد، أيها الناس أطيعوني ما أطعت الله فيكم، فإن عصيت الله فلا طاعة لي عليكم" ثم نزل عن المنبر وقد تمت له البيعة للخلافة في دمشق سنة 99 هـ في مسجد دمشق الكبير (الجامع الأموي).

[عدل]نماذج من عدله

 

اشتهرت خلافة عمر بن عبد العزيز بأنها الفترة التي عم العدل والرخاء في أرجاء البلاد الإسلامية حتى أن الرجل كان ليخرج الزكاة من أمواله فيبحث عن الفقراء فلا يجد من في حاجة إليها. كان عمر قد جمع جماعة من الفقهاء والعلماء وقال لهم: "إني قد دعوتكم لأمر هذه المظالم التي في أيدي أهل بيتي، فما ترون فيها؟ فقالوا: يا أمير المؤمنين : إن ذلك أمرًا كان في غير ولايتك، وإن وزر هذه المظالم على من غصبها"، فلم يرتح عمر إلى قولهم وأخذ بقول جماعة آخرين منهم ابنه عبد الملك الذي قال له: أرى أن تردها إلى أصحابها ما دمت قد عرفت أمرها، وإنك إن لم تفعل كنت شريكا للذين أخذوها ظلما. فاستراح عمر لهذا الرأي وقام يرد المظالم إلى أهلها.

وعن عطاء بن أبي رباح قال: حدثتني فاطمة امرأة عمر بن عبد العزيز: أنها دخلت عليه فإذا هو في مصلاه، سائلة دموعه، فقالت: يا أمير المؤمنين، ألشئ حدث؟ قال: يا فاطمة إني تقلدت أمر أمة محمد صلى الله عليه وسلّم فتفكرت في الفقير الجائع، والمريض الضائع، والعاري المجهود، والمظلوم المقهور، والغريب المأسور، وذي العيال في اقطار الأرض، فعلمت أن ربي سيسألني عنهم، وأن خصمي دونهم محمد صلى الله عليه وسلم، فخشيت أن لا تثبت لي حجة عن خصومته، فرحمت نفسي فبكيت.

كان شديد المحاسبة لنفسه وَرِعًا تقيًا، كان يقسم تفاحًا أفاءه الله على المسلمين، فتناول ابن له صغير تفاحة، فأخذها من فمه، وأوجع فمه فبكى الطفل الصغير، وذهب لأمه فاطمة، فأرسلت من أشترى له تفاحًا. وعاد إلى البيت وما عاد معه بتفاحة واحدة، فقال لفاطمة: في البيت تفاح؟ إني أَشُمُ الرائحة، قالت: لا، وقصت عليه القصة –قصة ابنه- فَذَرفت عيناه الدموع وقال: والله لقد انتزعتها من فم ابني وكأنما أنتزعها من قلبي، لكني كرهت أن أضيع نفسي بتفاحة من فيْء المسلمين قبل أن يُقَسَّم الفَيءُ.

جاءوه مرّة بالزكاة فقال أنفقوها على الفقراء والمساكين فقالوا ما عاد في أمة الإسلام فقراء ولا مساكين، قال فجهزوا بها الجيوش، قالوا جيش الإسلام يجوب الدنيا، قال فزوجوا بها الشباب, فقالوا من كان يريد الزواج زوج، وبقي مال فقال اقضوا الديون على المدينين، قضوه وبقي المال, فقال انظروا في أهل الكتاب(المسيحيين واليهود) من كان عليه دين فسددوا عنه ففعلوا وبقي المال، فقال أعطوا أهل العلم فأعطوهم وبقي مال، فقال اشتروا به حباً وانثروه على رؤوس الجبال, لتأكل الطير من خير المسلمين.

[عدل]تواضعه وزهده

 

أشتهى عمر تفاحاً، فقال لو كان لنا شيء من التفاح، فإنه طيب الريح طيب الطعم فقام رجل من أهل بيته فأهدى إليه تفاحاً، فلما جاء به قال عمر: ما أطيب ريحه وأحسنه، أرفعه يا غلام فاقرئ فلاناً منا السلام وقل لهُ: إن هديتك قد وقعت منا بموقع بحيث تحب. فقال الرجل: يا أمير المؤمنين، ابن عمك ورجل من أهل بيتك وقد بلغك أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يأكل الهدية، ولا يأكل الصدقة، فقال : ويحك، إن الهدية كانت للنبي وهي لنا اليوم رشوة.

وعن بشير بن الحارث قال: أطرى رجل عمر بن عبد العزيز في وجهه، فقال له عمر: يا هذا لو عرفت من نفسي ما أعرف منها، ما نظرت في وجهي.

[عدل]سياسته الداخلية

 

قبل أن يلي عمر بن عبد العزيز الخلافة تمرّس بالإدارة واليًا وحاكمًا، واقترب من صانعي القرار، ورأى عن كثب كيف تُدار الدولة، وخبر الأعوان والمساعدين؛ فلما تولى الخلافة كان لديه من عناصر الخبرة والتجربة ما يعينه على تحمل المسؤولية ومباشرة مهام الدولة، وأضاف إلى ذلك أن ترفَّع عن أبهة الحكم ومباهج السلطة، وحرص على المال العام، وحافظ على الجهد والوقت، ودقَّق في اختيار الولاة، وكانت لديه رغبة صادقة في تطبيق العدل.

وخلاصة القول أن عمر بن عبد العزيز رجل زهد وولاية ووجد نفسهُ فجأة خليفة؛ بل كان رجل دولة أستشعر الأمانة، وراقب الله فيما أُوكل إليه، وتحمل مسؤولية دولته الكبيرة بجدٍّ واجتهاد؛ فكان منه ما جعل الناس ينظرون إليه بإعجاب وتقدير.

وكان يختار ولاته بعد تدقيق شديد، ومعرفة كاملة بأخلاقهم وقدراتهم؛ فلا يلي عنده منصبًا إلا من رجحت كفته كفاءة وعلمًا وإيمانًا، وحسبك أن تستعرض أسماء من اختارهم لولاياته؛ فتجد فيهم العالم الفقيه، والسياسي البارع، والقائد الفاتح، من أمثال أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، أمير المدينة المنورة وقاضيها، والجراح بن عبد الله الحكمي، أمير البصرة، وكان قائدًا فاتحًا، وإداريًا عظيمًا، وعابدًا قائدًا، والسمح بن مالك أمير الأندلس، وكان قائدًا فذًا، استُشهد على أرض الأندلس، وكان باقي ولاته على هذه الدرجة من القدرة والكفاءة.

وكان عمر لا يكتفي بحسن الاختيار بعد دراسة وتجربة، بل كان يتابع ويراقب، لكن مراقبته لم تكن مراقبة المتهم، بل كان يراقب تطبيق السياسة العامة التي وضعها للدولة.

وإذا كان قد أخذ نفسه بالشدة والحياة الخشنة، فإنه لم يلزم بها ولاته، بل وسّع عليهم في العطاء، وفرض لهم رواتب جيدة تحميهم من الانشغال بطلب الرزق، وتصرفهم عن الانشغال بأحوال المسلمين، كما منعهم من الاشتغال بالتجارة، وأعطى لهم الحرية في إدارة شؤون ولاياتهم؛ فلا يشاورونه إلا في الأمور العظيمة، وكان يظهر ضيقه من الولاة إذا استوضحوه في الأمور الصغيرة، حيث كتب إليه أحد ولاته يستوضح منه أمرًا لا يحتاج إلى قرار من الخليفة، فضاق منه عمر، وكتب إليه: "أما بعد، فأراك لو أرسلتُ إليك أن اذبح شاة، ووزِّع لحمها على الفقراء، لأرسلت إلي تسألني: كبيرة أم صغيرة؟ فإن أجبتك أرسلت تسأل: بيضاء أم سوداء؟ إذا أرسلت إليك بأمر، فتبيَّن وجه الحق منه، ثم أمْضِه".

روي أن الرعية أشتكت عاملاً له فأرسل إليه خطابا قال له فيه "يا أبن أخي تذكر طول سهر أهل النار في النار لاينامون ولا يستريحون ولا يقضي عليهم فيموتوا ولايخفف عنهم من عذابها ولا يكن آخر عهدك بالله الأنصراف إلي النار" فطوي هذا الوالي الأرض طيا حتي قدم عليه فقال له: ما أقدمك عليّ؟ قال: خلعت قلبي بخطابك والله لا ألي أمرة حتى أموت. و قد كان أول من أوقف عطايا بني أمية وأول من أوقف عطايا الشعراء.

[عدل]آخر خطبة

 

في آخر خطبة خطبها عمر بن عبد العزيز على منبر الجامع الأموي الكبير في دمشق قال:

      إنكم لم تخلقوا عبثاً ولن تتركوا سدى، وإن لكم معاداً ينزل الله فيه للفصل بين عباده، فقد خاب وخسر من خرج من رحمة الله التي وسعت كل شيء وحرم جنة عرضها السموات والأرض.ألا ترون أنكم في أسلاب الهالكين، وسيرثها بعدكم الباقون، كذلك حتى ترد إلى خير الوارثين، وفي كل يوم تشيعون غادياً ورائحاً إلى الله، قد قضى نحبه، وانقضى أجله، فتودعونه وتدعونه في صدع من الأرض غير موسد ولا ممهد، قد خلع الأسباب، وفارق الأحباب، وسكن التراب، وواجه الحساب، غنياً عما خلف، فقيراً إلى ما أسلف، فاتقوا الله عباد الله قبل نزول الموت وانقضاء مواقيته، وأني لأقول لكم هذه المقالة وما أعلم عند أحد من الذنوب أكثر مما أعلم عندي، ولكن أستغفر الله وأتوب إليه.     

ثم رفع طرف ردائه وبكى حتى شهق ثم نزل فما عاد إلى المنبر بعدها حتى توفي.

 

 

المراجع

 

^ سيرة ابن هشام.

^ الذهبي في سير أعلام النبلاء/عمر بن عبد العزيز

^ القرآن الكريم، سورة النحل، الآية 125.

                                              
رأى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رؤيا، فقام من نومه يردد: مَنْ هذا الأشجُّ من بني أمية، ومِنْ ولد عمر يُسَمى عمر، يسير بسيرة عمر ويملأ الأرض عدلاً.
ومرت الأيام، وتحققت رؤيا أمير المؤمنين، ففي منطقة حلوان بمصر حيث يعيش وإلى مصر عبد العزيز بن مروان وزوجته ليلى بنت عاصم بن عمر بن الخطاب وُلِد
عمر بن عبد العزيز سنة 61هـ، وعني والده بتربيته تربية صالحة، وعلَّمه القراءة والكتابة، لكن عمر رغب أن يغادر مصر إلى المدينة ليأخذ منها العلم..عبد العزيز بن مروان لرغبة ولده وأرسله إلى واحد من كبار علماء المدينة وصالحيها وهو (صالح بن كيسان).
حفظ عمر بن عبد العزيز القرآن الكريم، وظهرت عليه علامات الورع وأمارات التقوى، حتى قال عنه معلِّمه صالح بن كيسان: ما خَبَرْتُ أحدًا -الله أعظم في صدره- من هذا الغلام، وقد فاجأته أمه ذات يوم وهو يبكي في حجرته، فسألته: ماذا حدث لك يا عمر؟ فأجاب: لا شيء يا أماه إنما ذكرتُ الموت، فبكت أمه.
وكان معجبًا إعجابًا شديدًا بعبد الله بن عمر -رضي الله عنه..

www.7nona.com/.../112....
 
 
جابر بن زيد الأزدي العماني..
 
                              

الإمام الرضي الثقة الثبت النزيه العلامة الجليل التابعي جابر بن زيد من ولد عمرو بن اليحمد الأزدي ، الفرقي النزوي رضي الله عنهُ ، وكنيته أبو الشعثاء ولد بقرية فرق من أعمال نزوى في العام الثامن عشر الهجري ، وهُناك رواية تقول أنه ولد في العام الثالث الهجري ، والقول الأول هو الأصح ، وهو تابعي من كبار التابعين على الشهير ، وأبوه فاضل وثقه ، بل صحابي على الكثير ، فهو قدوة العُلماء الأعلام ، ومنار الهدى بمنهج الإسلام ، نزوى عُماني بصريّ ، تـُوفي في العام الثالث والتسعين ، وقيل في العام السادس والتسعين الهجري ، والقول الأول هو الذي يُعتمده ويميل إليه المؤرخون .www.montada.com › ... ›

                         


الإمام جابر بن زيد عربي الأصل من ولد عمرو بن اليحمد الأزدي فهو ينتسب إلى قبيلة الأزد العمانية التي اشتهرت بالشجاعة في الجاهلية وبالمشاركة الفعالة في الدفاع عن الإسلام في حروب الردة تلك الحروب التي أثارها بعض ممن في قلوبهم مرض إثر وفاة الرسول – صلى الله عليه وسلم- رضي الله عنه وقيام خلافة أبي بكر الصديقرضي الله عنه حيث لم يعترفوا به كخليفة وأرادوا التوقف عن أداء الزكاة لبيت المال . وهو أيضا جابر بن زيد الأزدي الجوفي البصري والجوفي نسبة إلى درب الجوف بالبصرة حيث استقر مع أسرته وإليه ينسب حيان الأعرج الجوفي الذي حدث عن أبي الشعثاء . ويكنى أبو الشعثاء وهو إسم ابنته وقيل أن قبرها لا يزال إلى الآن في بلدة فرق قد كان العرب يعتزون بهذه الكنية التي تدل على محبتهم لإنجاب الذرية وعلى متانة العلاقة بين الآباء والأبناء
نشأته


تعلّم الإمام جابر بن زيد القرآن ومبادئ اللغة في عمان قبل أن ينتقل إلى البصرة وهناك درس على أيدي كبار العلماء والرواة، وبدأ ينتقل بين البصرة والمدينة المنورة والحجاز بوجه عام، وقد درس على العبادلة ، عبد الله بن العباس، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عمر، كما درس على يد عائشة أمّ المؤمنين رضي الله عنهم أجمعين. ولقد بلغ مكانة مرموقة في العلم والتفقه قصر عن بلوغها كثير من أقرانه وقد اعتبره علماء الحديث من أئمة السنة، وأجمعوا على ضبطه وعدالته ووصفوه بأنه ثقة، كما حظي بشهادة أكابر الصحابة.
حيث قال فيه (عبد الله بن العباس): (عجبا لأهل العراق كيف يحتاجون إلينا وعندهم جابر بن زيد لو قصدوا نحوه لوسعهم علمه).
وقال عنه (ابن العباس) أيضا: (إسألوا جابر بن زيد فلو سأله أهل المشرق والمغرب لوسعهم علمه).
وفي قول ( لإياس بن معاوية): (رأيت البصرة وما فيها مفت غير جابر بن زيد).


 











 

الخميس، 27 سبتمبر 2012

أم حبيبة رضي الله عنها،،
                        
 أم حبيبة بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية الأكبر بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. واختلف في اسمها فقيل هي رملة وقيل هند.
  • أمها: صفية بنت أبي العاص بن أمية الأكبر بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. وصفية هي عمة أمير المؤمنين عثمان بن عفان.

  • هذا هو نسب أم حبيبة زوجة رسول الله أم المؤمنين، وهنا تم أختيار مجموعتين وستتحدث عن عدة نقاط رائعة تمثل تلك الشخصية الطاهرة، ،
    1- دخول السيدة رملة رضي الله في الإسلام.
    2- هجرة السيدة رملة رضي الله عنه وصبرها وثباتها على الدين.
    3- وفاء السيدة رملة رضي الله عنها لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
    4- طاعة السيدة رملة رضي الله عنها لله تعالى ورسوله صلى الله عليه.
    المجموعة الأولى:

    إسلام السيدة رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنها.
     
                                                
     عندما جاء الإسلام لامس قلوب تواقه لنوره،وكانت السيدة أم حبيبة رضي الله عنها ممن أشرق نور الإسلام على قلبها، بعد أن رآت زوجها، عبدالله بن جحش الأسدي يصلي  لله تعالى ويناجيه في جوف الليل مستخفيا من بطش قريش وعتوها، فدخلت في دين الله تعالى راضية مختاره،وبعد أن علم أبوها أبو سفيان بن حرب وكان يؤمئذ زعيم قريش وكبيرها- بنبأ إسلامها غضب غضبا شديدا ولم يدر ماذا يفعل، إذ كيف تدخل أبنته هذا الدين الذين عاب عليهم عبادة الأصنام، ودعا الناس إلى عبادة الله الواحد الأحد؟ فكان إسلام السيدة رملة رضى الله عنها صدمة لأبيها ودعما للفئة المسلمة القليلة.
    وقد إضطرت السيدة رملة رضي الله عنها أن تترك وطنها الذي نشأت فيه، وتهاجر مع زوجها إلى الحبشة،لماوجدوه من إضطهاد ومضايقات..



     


    المقدمة:-

     
                       

    فاح عطر المسك على سيرتهم...ونثر شوقا وحنينا إلى معرفتهم..

    هم نبض أشع نورا وأضاء ساحات صفحاتهم... خلدهم التاريخ

    وسطر أمجادهم...

    لنستقي من سيرتهم العطره آحلى مواقفهم...ولنحتذي منهم أجمل


    الشيم،،

    مروة وعدل وحكم قضاء,, أدب وأخلاق،، وهمة عالية ،،بهم


    تتربي أجيال يملئها التفاؤل والأمل،،...

    فضلا لنقف لحظه نتآمل صفحاتهم المشرقة،، ونسطر لهم كلمات

    خلدها الإسلام عنهم،، وأثبتها التاريخ لهم،فهناك أم حبيبة،

    وجابربن زيد وعمربن عبدالعزيز رضي الله عنهم جميعا...